أصول شعوب الدول العربية بحسب علم الوراثة – الجزء الأول

هذه مجموعة مقالات وضعتها في صفحتي على الفيسبوك أحببت أن أشاركها هنا أيضاً.

الجزء الأول يتضمن أربعة مقالات تتحدث عن المورثات الأربع الأكثر انتشاراً في البلاد العربية وهي:

1 – المورثة العربية (جيه – وان) J1

2 – مورثة حضارات الهلال الخصيب (جيه – تو) J2

3 – المورثة الأفريقية أو مورثة الفراعنة وشعوب الأمازيغ (إي) E

4 – المورثة الأوروبية (آر) R


المقالة الأولى:

العرب أقليات في أغلب الدول العربية وأصولهم داغستانية:

في عام 2003، انتهى العلماء من رسم خارطة كاملة للمورثات (دي-إن-ايه) لدى الانسان. وشكل هذا الحدث نقطة هامة في تاريخ البشرية، لا يختلف في أهميته عن اكتشاف النار أو اكتشاف الانترنت أو غيرها من الاكتشافات العظيمة التي كانت نقاط تحول هائلة في تاريخ الانسان على وجه الأرض. وانتقل علم الوراثة إلى مرحلة جديدة ساهم من خلالها في إيجاد أجوبة عديدة للمشاكل الصحية العالقة ووضع طرق علاجية طبية حديثة لأمراض مزمنة لم يكن يُعرف علاجاُ لها سابقاً.

ومن الثورات التي أحدثها هذا العلم، هو كشف المورثات المسؤولة عن أصول الشعوب. ومن خلال دراسة هذه المورثات، أقام العلماء الصلات بين الشعوب الحالية التي تعيش في مناطق مختلفة من العالم. كما قارن بين المورثات الحالية وبين المورثات المأخوذة من المستحاثات البشرية القديمة ووصل إلى رسم خريطة لهجرات الشعوب المختلفة عبر آلاف السنين. ومن بين هذه المورثات، اكتشفوا مورثة خاصة بالشعوب العربية وسموها (جيه-وان).

نشأ الانسان الذي يحمل هذه المورثة في مناطق سلسلة جبال الأناضول الشرقية. وقد تم اكتشاف أقدم مورثة له في أحد كهوف جمهورية جورجيا ويعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم العلوي (قبل أكثر من 12 آلف سنة). وهذا الانسان هو أول من رعى الغنم والماعز في التاريخ، وكان ذلك في سلاسل جبال طوروس وزغاروس قبل أكثر من عشرة آلاف سنة.

هاجر أحفاد هذا الانسان عبر العصر الحجري الحديث (قبل أكثر من ستة آلاف سنة) إلى مناطق مختلفة من العالم كأوروبا وجبال القوقاز ومناطق الهلال الخصيب وبلاد الشام، حتى أنه وصل أحد أحفاده إلى اليمن بعد أن عبر الصحراء من غير أن يعيش فيها، وعبر البحر الأحمر إلى السودان والقرن الأفريقي. وخلال العصر البرونزي (قبل حوالي خمسة آلاف سنة)، هاجر أحفاد الانسان الذي عاش في القسم الجنوبي من بلاد الشام (الأردن وفلسطين) إلى شبه الجزيرة العربية حيث عاش في الصحراء وقام بتربية الجمال.

أعلى انتشار للمورثة العربية (جيه-وان) هو في المناطق الشمالية الشرقية من شبه الجزيرة العربية وفي اليمن. ويبلغ نسبتها بين الشعوب العربية كالتالي:

جنوب العراق 81%

اليمن 73%

البدو 66%

قطر 58%

وكلما ابتعدنا عن هذه المناطق، تبدأ النسب بالانخفاض تدريجياُ بحسب قرب المكان أو بعده. فالنسب تبدو متوسطة في هذه البلدان:

وسط العراق 43%

السعودية 40%

فلسطين 39%

عُمان 38%

الإمارات 35%

الأردن 31%

سوريا 30%

وأخيراً نصل إلى البلدان العربية البعيدة فتصبح النسب قليلة:

الجزائر 22%

مصر 21%

لبنان 20%

تونس 17%

المغرب 7%

وفي بعض الأحيان تختلف النسب في داخل البلد الواحد. فنجد أن العرب يكثرون في منطقة معينة أو في مدينة معينة. إليكم بعض الأمثلة:

مدينة الخرطوم السودانية 75%

مدينة بنغازي الليبية 40%

مدينة تونس 35%

الصحراء الغربية المصرية 31%

مدينة الرباط المغربية 21%

لكن أكثر ما يثير الاستغراب هو أنه أعلى نسبة للمورثة العربية موجودة لدى شعب يعيش في المناطق الجبلية من جمهورية داغستان الروسية ويسمى Dargins، وأعلى نسبة هناك هي في منطقة Kubachi، حيث تبلغ حوالي 99%

هل هذا يعني أن أصل الشعوب العربية هو في تلك المنطقة التي حافظت على نقاء عرقها منذ آلاف السنين؟

يبدو أن داغستان تمتلك حق الانتماء إلى الجامعة العربية أكثر من أي دولة عربية أخرى.

ملاحظة: هذه الأرقام هي من دراسات صغيرة وقد تختلف النسب بعض الشيء إذا ما أجريت دراسات أخرى تشمل عدد كبير من البشر.  


المقالة الثانية:

العرب ليسوا وحيدين في العالم العربي:

تحدثت في مقالتي الأخيرة عن المورثة العربية التي تشكل الأغلبية (أكثر من 50%) بين المورثات في شبه الجزيرة العربية. لكن هذه المورثة تصبح أقلية (أقل من 50%) في بقية الدول العربية. وإذا نظرنا إلى الدول العربية الآسيوية الأخرى لوجدنا مورثة أخرى تنافس المورثة العربية، أطلق عليها العلماء اسم (جيه – تو)، وهي مورثة أحفاد حضارات الهلال الخصيب من أمثال الآشوريين والبابليين والحثيين والحوريين وغيرهم، بالإضافة إلى الحضارات البحرية كالفينيقيين والقرطاجيين. وعلى عكس المورثة العربية، يندر وجود هذه المورثة في شبه الجزيرة العربية.

يعتقد أن أصل هذه المورثة هو الهلال الخصيب وجبال القوقاز، وأقدم المستحاثات التي تحمل هذه المورثة وجدت في منطقتين: واحدة في جهورية جورجيا والأخرى في المنطقة الشمالية من إيران المتاخمة لبحر قزوين، ويعود تاريخهما إلى ما قبل أكثر من عشر آلاف سنة. وكأسلاف العرب، قام انسان هذه المورثة بتربية الماعز والأغنام، وانتشر أحفاده في سائر الأرض حيث هاجر إلى وسط وجنوب آسيا وإلى روسيا وأوروبا. ومن خلال أسفاره البحرية (عن طريق الفينيقيين)، انتشر إلى جزر البحر المتوسط وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا. واشتهر حاملو هذه المورثة بعبادة الثور (أو العجل).

أعلى نسبة لهذه المورثة في الدول العربية موجودة في لبنان حيث تبلغ 28% وهي المورثة الأكثر انتشاراً في لبنان حيث تأتي المورثة العربية في المركز الثاني بنسبة 20%. أما باقي الدول العربية الآسيوية، فرغم انتشار هذه المورثة فيها، فهي لا تتفوق على نسبة المورثة العربية، فهي تحتل إما المركز الثاني أو الثالث من حيث الانتشار.

نسبة هذه المورثة في الدول العربية الواقعة في الهلال الخصيب:

لبنان 28%

العراق 22% (تصبح حوالي 28% في الشمال و4% في الجنوب)

سوريا 19%

فلسطين 18%

الأردن 14%

وتنخفض النسب بشكل واضح في شبه الجزيرة العربية:

السعودية 15%

الإمارات 11%

اليمن 10%

عُمان 10%

قطر 9%

أما في دول شمال أفريقيا فالنسب تصبح ضئيلة:

مصر 9%

تونس 6%

الجزائر 4%

المغرب 4%

أما خارج العالم العربي، فليس مستغرباً أن تكون هذه المورثة هي الأعلى انتشاراً في إيران (23%) وفي كردستان (24%) وفي تركيا (24%). لكن كما هو الحال في المورثة العربية فإن أعلى انتشار لهذه المورثة في العالم هو في منطقة جبال القوقاز وبالأخص بين شعوب ال Ingush الذين يعيشون في جمهورية إنغوشيتيا الروسية حيث تبلغ النسبة هناك 88%.

الغريب أن كلا المورثتين، المورثة العربية (جيه – وان) ومورثة حضارات الهلال الخصيب (جيه – تو) لهما نفس الأصل وهو المورثة (جيه) وكلا المورثتين ينتشران بكثافة هائلة لدى شعبين من شعوب جبال القوقاز. المورثة الأولى تبلغ نسبة 99% لدى شعب Dargin في داغستان والثانية تبلغ نسبة 88% لدى شعب ال Ingush في إنغوشيتا.

هل هذا يعني أن أصل كل شعوب كل حضارات الشرق الأوسط هو في جبال القوقاز؟


المقالة الثالثة:

أحفاد الفراعنة وشعوب الأمازيغ يفوقون العرب عدداً في شمال أفريقيا:

تحدثت في مقالتي السابقتين عن مورثة العرب (جيه – وان) ومورثة حضارات الهلال الخصيب (جيه – تو). وسأتحدث اليوم عن المورثة الأفريقية (إي) التي تنتشر بشكل فائق في الدول العربية الأفريقية والتي وجدت أثارها في مومياوات بعض الملوك الفراعنة كالفرعون رمسيس الثالث وابنه.

يعتقد أن منشأ هذه المورثة هو القرن الأفريقي قبل أكثر من خمس وعشرين ألف سنة. وهاجر انسان هذه المورثة باتجاه الشمال الأفريقي خلال العصور الحجرية، أي قبل أكثر من خمسة عشر ألاف سنة. واستوطن في مناطق الساحل الأفريقي المطلة على البحر المتوسط، ومنها هاجر إلى أوروبا والشرق الأوسط.

يشكل حاملو هذه المورثة النسبة العظمى في بلاد المغرب العربي والقرن الأفريقي ويكادون يشكلون نصف سكان مصر الحالية، بينما لا يمثل العرب في هذه البلاد أكثر من خمس عدد السكان.  وتوجد أعلى نسبة لحاملي هذه المورثة في دولة المغرب العربي حيث تبلغ 83%

وهذه هي النسب في أفريقيا العربية:

  1. المغرب 83%
  2. الصومال 80%
  3. تونس 72%
  4. الجزائر 59%
  5. مصر 46%

وفي مناطق آسيا العربية، توجد أعلى نسبة لهذه المورثة في الأردن حيث تبلغ 26%. كما أن عدد حاملي هذه المورثة عالية نسبياً في كل بلاد الشام ويعتقد أن العلاقات التي كانت سائدة بين الحضارات البحرية (الفينيقيين من جهة والقرطاجيين من جهة أخرى)، إلى جانب الغزوات المستمرة من قبل المصريين القدماء (الفراعنة) والجدد (ما بعد الإسلام) على بلاد الشام، قد لعبت دوراً هاماً في ارتفاع هذه النسب. لذلك نجد أن حاملي هذه المورثة في الأردن وفلسطين يحتلون المرتبة الثانية، من ناحية العدد، بعد حاملي المورثة العربية، بينما يأتي حاملو مورثة حضارات الهلال الخصيب في المرتبة الثالثة.

هذه هي النسب في بلاد الشام:

  1. الأردن 26%
  2. فلسطين 20%
  3. لبنان 17%
  4. سوريا 12%

عدد حاملي هذه المورثة في دول شبه الجزيرة العربية ضئيل نسبياً لقلة هجرة الأفارقة جنوباً وشرقاً حين يبلغون بلاد الشام بعد عبور صحراء سيناء. لكن كان هناك بعض الهجرات عبر البحر الأحمر إلى اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية. وتبلغ النسب هناك على الشكل التالي:

  1. اليمن 13%
  2. الإمارات 12%
  3. العراق 10% (جنوب العراق 7%، شمال العراق 12%)
  4. السعودية 8%

المقالة الرابعة:

أسلاف الأوروبيين الغربيين مروا من بلادنا:

تحدثت سابقاً عن المورثات الثلاثة المسيطرة في الدول العربية وهي المورثة العربية (جيه – وان) ومورثة حضارات الهلال الخصيب (جيه – تو) ومورثة الفراعنة وشعوب الأمازيغ (إي). واليوم سأتحدث عن المورثة الرابعة من حيث الانتشار في العالم العربي وهي المورثة الأوروبية (آر).

نشأ انسان هذه المورثة في شمال آسيا. ووُجدت أقدم مستحاثة له في سيبيريا وهي لطفل يعتقد أنه عاش قبل 24 ألف سنة. وكان قد اشتهر أسلاف هذا الانسان بصيد حيوان الماموث الذي انقرض فيما بعد. ونشأ عن هذا الانسان فرعين أساسيين من المورثات وهما المورثة الأوروبية الشرقية (آر – وان – ايه) والمورثة الأوربية الغربية (آر – وان – بي).

وبين هاتين المورثتين، تعتبر المورثة الأوروبية الغربية الأكثر انتشاراً في العالم العربي ويعود ذلك إلى أن حاملي هذه المورثة قد هاجروا من شمال آسيا إلى جبال القوقاز ومن ثم إلى جبال الأناضول ومنها إلى بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا قبل أكثر من عشرة آلاف سنة. وهم، إلى جانب حاملي مورثة حضارات الهلال الخصيب، كانوا أول من ربى الماشية.

ومن شمال أفريقيا، عبروا مضيق جبل طارق إلى اسبانيا ومن بعدها إلى فرنسا والجزر البريطانية واستقروا في غرب أوروبا حيث يشكلون اليوم النسبة العظمى لسكان تلك البلاد، وتصل إلى أعلى من 80% في ايرلندا واسكتلندا وغرب فرنسا واسبانيا.

أما في البلاد العربية فأعلى نسبة لهم موجودة في بلاد الشام والعراق وشمال أفريقيا. وتبلغ هذه النسب حسب التالي:

  1. الأردن 18%
  2. سوريا 14%
  3. العراق 10%
  4. الجزائر 10%
  5. فلسطين 9%
  6. لبنان 8% 
  7. مصر 6%
  8. المغرب 5%

أما في باقي الدول العربية فانتشار هذه المورثة ضئيل جداً حتى أنه تكاد تختفي تماماً في جنوب شبه الجزيرة العربية. والنسب هناك هي كالآتي:

  1. الإمارات 4%
  2. جنوب العراق 3%
  3. السعودية 2%
  4. تونس 2%
  5. عُمان 2%
  6. قطر 1%
  7. الكويت 1%
  8. اليمن 0%
  9. البدو 0%

أما المورثة الأوروبية الشرقية فتكاد تختفي في معظم الدول العربية وخاصة الأفريقية، لأن انسانها لم يهاجر إلى بلاد الشام وشمال أفريقيا في قديم الزمن، فقد كانت هجرته الأساسية من السهول الآسيوية الأوروبية إلى شرق أوروبا حيث تبلغ أعلى نسبة له في دول أوروبا الشرقية مثل بولندا وأوكرانيا والقسم الأوروبي من روسيا وروسيا البيضاء وتتجاوز ال 50%.

كما أن حاملي هذه المورثة قد هاجروا باتجاه آسيا الوسطى والجنوبية ويشكلون نسبة هامة من الشعوب التي تعيش في الدول الإسلامية الواقعة في وسط آسيا. أما في الشرق الأوسط، فأعلى نسبة لهم هي في إيران وتبلغ 16%. ولهذا السبب نجد بعض حاملي هذه المورثات في بعض الدول العربية الآسيوية المتاخمة لإيران.

أعلى نسبة لهذه المورثة في العالم العربي موجودة في سوريا. وإليكم هذه النسب:

  1. سوريا 10%
  2. البدو 9.5%
  3. عُمان 9%
  4. الإمارات 8%
  5. قطر 7%
  6. العراق 6%
  7. السعودية 5%

وتكاد تختفي هذه المورثة في باقي الدول العربية وخاصة الشمال الأفريقي وبلاد الشام الساحلية:

  1. لبنان 3%
  2. مصر 3%
  3. اليمن 2%
  4. الأردن 1.5%
  5. فلسطين 1.5%
  6. الجزائر 1%
  7. تونس 1%
  8. المغرب 0%

مصادر هذه المعلومات هي دراسات موضوعة على الانترنت. ومعظم هذه الدراسات قامت على عينات صغيرة من الشعوب. ويجب الأخذ بالاعتبار بأن هذه المعلومات غير ثابتة وقد تتغير مع الزمن إذا ما تمت دراسات حديثة على عينات أكبر. هذا العلم في تطور دائم.

إليكم مصادر معلومات هذه المقالات:

1- https://www.eupedia.com/europe/european_y-dna_haplogroups.shtml

2- https://en.wikipedia.org/wiki/Y-DNA_haplogroups_in_populations_of_the_Near_East

3- https://www.eupedia.com/europe/Haplogroup_J1_Y-DNA.shtml?fbclid=IwAR2uTo–FEcqcHYYCuOQiMzRWcNOsLkFeSUSr82KNtNZk7TEbGJTqb6V8tA

4- https://www.eupedia.com/europe/Haplogroup_J2_Y-DNA.shtml?fbclid=IwAR0FBSrhCGGf5bF5kxWx9EBdPHoAH-a2lctgJy_Lts501PeosPPWWLNNt1s

5- https://en.wikipedia.org/wiki/Haplogroup_J-M172?fbclid=IwAR3hwP9wU_NOun7wXMF0pPhFwH6n734C0FEqiqhoztGLFAhC4NKNGXPCwUo

6- https://en.wikipedia.org/wiki/Haplogroup_J-M267?fbclid=IwAR2OMGB1O82ZnN7C9I06SD8lWq10hBluYa46Pk6v3o2VXIL25M2sA8BnuNo

7- https://www.eupedia.com/europe/Haplogroup_E1b1b_Y-DNA.shtml?fbclid=IwAR2uTo–FEcqcHYYCuOQiMzRWcNOsLkFeSUSr82KNtNZk7TEbGJTqb6V8tA

8- https://www.eupedia.com/europe/Haplogroup_R1a_Y-DNA.shtml?fbclid=IwAR2qtme5svWFJVDQumW0H9n8MxK3dwh5UIBvFJAg7OC2iiXBY2VXFk3ezUU

9- https://www.eupedia.com/europe/Haplogroup_R1b_Y-DNA.shtml?fbclid=IwAR3hwP9wU_NOun7wXMF0pPhFwH6n734C0FEqiqhoztGLFAhC4NKNGXPCwUo

أضف تعليق